23 نوفمبر 2024 | 21 جمادى الأولى 1446
A+ A- A
الاوقاف الكويت

الداعية سامي الطرابلسي: لاتكاد تخلو قرية في ايطاليا من مسجد أو مصلى

30 أكتوبر 2012

*مليونان مسلم في ايطاليا و400 مركز إسلامي واتحاد الهيئات الإسلامية يضم 130 مركزا

* المراكز الإسلامية تحولت من عقلية الإيجار إلى البناء ومن الوجود المؤقت إلى الوجود الدائم

* استصدرنا قانونا من وزارة الداخلية يكفل للمسلمة حق ارتداء الحجاب والعمل به في المؤسسات المختلفة

* هناك حاجة متزايدة إلى تكوين مؤسسات شبابية وتشييد مساجد جديدة وبناء النفوس البشرية

* العمل الإسلامي يتطور يوما بعد يوم ونسعى لتفعيل سبل التواصل والانفتاح مع الآخر وتخفيض حدة "الفوبيا"

نشأ العمل الإسلامي في ايطاليا خلال حقبة الستينيات على أيدي ثلة من الطلبة المسلمين، وتواصل هذا العمل على المستوى الطلابي حتى شهدت ايطاليا سنة 1990 م هجرة غير مسبوقة من المسلمين خاصة من شمال افريقيا، ليصل عدد المسلمين إلى 2 مليون مسلم من بينهم 50 ألف مسلم من أصول ايطالية، وذلك من إجمالي عدد السكان البالغ 58 مليون، وهؤلاء جاءوا المهاجرون من خلفيات ثقافية مختلفة.

المراكز الإسلامية

وقد أدى تزايد عدد المسلمين على هذا النحو- كما يقول مسؤول المراكز الإسلامية باتحاد الهيئات الإسلامية في إيطاليا سامي الطرابلسي- إلى التوسع في إنشاء المساجد والمركز الإسلامية لاحتضان المسلمين والحفاظ على هويتهم الإسلامية، ولتنظيم حياتهم وتعريفهم بحقوقهم وواجباتهم، ومن هنا جاءت نشأة بعض الاتحادات والتجمعات، ومن أبرزها اتحاد الهيئات الإسلامية الذي تأسس في مطلع التسعينيات، ويضم الآن في عضويته أكثر من 130 مركزا ومسجدا، من إجمالي 400 مركز إسلامي في إيطاليا، بعد أن كانت ايطاليا لا تضم إلا 10 مراكز إسلامية في عام، وهذا يعني أنه لا تكاد تخلو قرية في ايطاليا من مسجد أو مصلى.

واستدرك الطرابلسي قائلا: إن هذا العدد المتنامي من المراكز الإسلامية كان لابد من إنشاء مؤسسة لتنظيمه وتأطيره، ومن هنا تحول اتحاد الطلبة المسلمين إلى اتحاد الهيئات والجالية الإسلامية، وعندما استوطن المسلمون في ايطاليا تغير الاسم إلى اتحاد الهيئات الإسلامية، للتأكيد على أن الاتحاد ايطالي وأننا ندعو إلى المواطنة.

اتحاد الهيئات الإسلامية

وعن اختصاصات الاتحاد ومسؤولياته، قال الطرابلسي إنه يقوم بأدوار مهمة عديدة من بينها حماية حقوق الأقلية المسلمة في ايطاليا، والسعي لدى الدولة الايطالية للاعتراف بهذه الحقوق، كأن يسمح للمسلم بإقامة صلاة الجمعة، وأن يذهب إلى المسجد لإقامة الشعائر الإسلامية، كما يذهب اليهودي إلى الكنيس يوم السبت، حيث يقر القانون حق اليهودي في الذهاب إلى أقرب كنيس حتى لو كان بعيدا مائة كيلو، هذا فضلا عن المطالبة بالأعياد الرسمية كأن يأخذ للمسلم يوما أو يومين مثل المسيحي واليهودي ليحتفل بالعيد مع أسرته، كذلك السماح بالصلوات الخمس حيث نطالب بان يمنح المسلم العامل من 10 دقائق إلى ربع ساعة لأداء الصلاة.

من أعمال الاتحاد

وأشار الطرابلسي إلى أن الاتحاد بدأ هذه التحركات وقدم طلبا في أواخر التسعينيات، وطلبا آخر في 2005 م ، ولم يتلق موافقة وزير الداخلية حتى الآن، ونحن نتفهم ذلك لأن المسألة تحتاج وقتا طويلا لإجراء التحريات اللازمة، مشيرا إلى أن اليهود ظلوا 40 عاما يطالبون بمثل هذه المطالب، حتى تمت الاستجابة لهم، في حين أن المسلمين لم ينظموا حياتهم في مؤسسات إلا بعد 20 سنة من هجرتهم إلى إيطاليا.

وأوضح أن الدستور الايطالي ينص في المادة الثامنة على أن العبادة مكفولة لكل مواطن ومقيم، وقد استصدر اتحاد الهيئات الإسلامية قانونا من وزارة الداخلية يكفل للمسلمة حق ارتداء الحجاب، والعمل في أي مؤسسة بالحجاب واستخراج الإقامة به، أسوة بالراهبات، وقد وافقت الداخلية على ذلك خشية الصدام مع الكنيسة، كما يستطيع الإمام المسلم إقامة صلاة الجمعة في السجون، حيث صدر قانون بفتح السجون أمام المراكز الإسلامية،لاسيما أن معدلات الجريمة مرتفعة في ايطاليا، وقد دخلنا إلى السجون وعالجنا العديد من الحالات الإسلامية وعادوا إلى جادة الصواب.

وأضاف إن من جهود الاتحاد الملموسة سعيه لجمع المراكز الإسلامية في مساحات مشتركة، بهدف توحيدهم لعدم الاختلاف في تحديد أول رمضان ونهايته، كذلك يهتم الاتحاد بقضايا السجون والعمل على توعية سجناء المسلمين بواجباتهم وحقوقهم، كما يصدر لوائح وقوانين والمراكز الإسلامية، وينظم المؤتمرات والمخيمات والدورات الشرعية والإدارية والتربوية، والتأهيلية، ويهتم بقضايا الشباب والمؤسسات ذات الاختصاص.

جمعيات الشباب والمرأة

وأوضح أن الاتحاد يضم جمعيات متخصصة في قضايا المرأة ، وأخرى في قضايا الشباب، حيث أسست جمعية تخاطب احتياجات الشباب المسلم، وتستثمر طاقاتهم وتوظف إمكاناتهم في معالجة قضاياهم بأنفسهم، وبذلك يصبحون أكثر حماسا وأكثر وعيا وأكثر تقبلا للمسؤولية، لافتا إلى أن هناك حاجة متزايدة إلى تكوين مؤسسات شبابية وبناء مساجد جديدة، وبناء النفوس البشرية التي تدير هذه المشاريع، وهناك أيضا الرابطة الإسلامية المتخصصة في التربية، وهي المؤسسة الأم التي أوجدت العمل الإسلامي وتفرع عنها الاتحاد، حتى يحتوي العدد الأكبر من المراكز الإسلامية في ايطاليا.

والتطور المهم الذي يلفت إليه – الطرابلسي- الانتباه أن المراكز الإسلامية تحولت من عقلية الإيجار إلى البناء، ومن الوجود المؤقت إلى الوجود الدائم والثابت، فتأسس العديد من المراكز الإسلامية في العديد من المدن، وقد أصبح لها تواصل فعال مع الدولة من خلال الحوار في إطار الحوار الإسلامي المسيحي، وقد اتخذت خطوات ايجابية في التواصل مع مكونات المجتمع المدني، مشيرا إلى أنه إذا كان الوجود الإسلامي في الغرب تتجاذبه قوى سياسية، فانه في ايطاليا تتجاذبه قوى سياسية ودينية، ولذلك نحاول بكل ما أوتينا من حكمة أن نحافظ على هذا التواصل من خلال فتح نوافذ للحوارات واللقاءات في كل مركز ومدينة.

ثمار الحوار داخل ايطاليا

وحول نتائج الحوار الداخلي قال الطرابلسي لقد تم تفعيل سبل التواصل والانفتاح، وتخفيض حدة "الفوبيا" والاحتراز من الآخر، مشيرا إلى أن الرهبان والقساوسة يؤمون المراكز الإسلامية كل آخر جمعة في رمضان للإفطار مع المسلمين، والمساجد بدورها فتحت أبوابها منذ 2001 لاستقبالهم، وكان البابا السابق قد أصدر قرارا بهذا الشأن تعاطفا مع المسلمين في ظل ما وقع عليهم من ظلم في أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وأكثر من ذلك سمحنا لهذه الوفود غير المسلمة بالصلاة في قاعة المحاضرات، وهذا ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم حينما استقبل وفد نجران، وهم كذلك يسمحون لنا بالصلاة في كنائسهم، وهذا من ثمرات الحوار، نحن مع الانفتاح والحوار والتواصل والحكمة في التعامل، لأن الحكمة لا تجلب إلا الخير.

تطور العمل الإسلامي

واختتم حديثه بالقول إن العمل الإسلامي يتطور يوما بعد يوم، وقبل الأزمة المالية العالمية كنا نعتمد على أنفسنا، فاشترينا كثيرا من المراكز الإسلامية، وقد اشترينا بعض المساجد بالملايين، لكن مع تفاقم الأزمة المالية فقد بعض المسلمين أعمالهم وبعضهم أحيلوا للتقاعد الإجباري، وتراجعت الموارد، مؤكدا أن نهضة العمل الإسلامي مرتبطة بالتمويل، وهناك فرص ثمينة لشراء عقارات في صقلية وغيرها لتحويلها إلى مساجد، وشراء كنيسة إنجيلية أثرية في وسط البلد، خاصة أن المعلومات المتاحة لدى أصحابها أنها كانت مسجدا، وهم يريدون إعادته للمسلمين.

وفقنا الله لصالح القول والعمل، وفي الختام لا يسعنا إلا أن نتقدم بالشكر الجزيل للداعية / سامي الطرابلسي ، لما تفضل به علينا من علمه الوفير راجين المولى تبارك وتعالى له دوام الصحة والعافية، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.

القائمة البريدية

انضم للقائمة البريدية للموقع ليصلك كل جديد

جميع الحقوق محفوظه لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - دولة الكويت